حوار مع الشاب "كريدج جرين" يروي قصته من النصرانية إلى الإسلام

حوار مع الشاب "كريدج جرين"

يروي قصته من النصرانية إلى الإسلام

• قرأت في كلِّ الأديان السماوية والوضعية، فاخترتُ الدِّين الحق.

• أحلم بأن أكون داعيةً إسلاميًّا، وعلاقتي بالمسلمين الجُدد جيدة.

• زرت السعودية واليمن، وكانت سعادتي بلا حدود وأنا أسمع الأذان يوميًّا.

جمال سالم:

الهداية كنز إلهيٌّ يُهديه الله إلى من يشرَح صدره للإسلام مهما كانت معاصيه أو بُعْده عن الدين الحق.

تعدُّ قصة إسلام الموسيقار الأمريكي الشاب "كريدج جرين" الذي هداه الله إلى الإسلام بعد النصرانية، وقد قرأ في كلِّ الأديان السماوية والوضعية - فيها الكثير من العِبَر والعظات.

في البداية نود أن تُقدِّم نفسك للقراء؟

• اسمي "كريدج جرين"، ولدت في عام 1969 في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وعشت في واشنطن لمدة 10 سنوات، ثم بعد ذلك انتقلنا إلى مدينة أخرى، وهي "بيلبيو واشنطن"، وفي بيلبيو عشتُ أكثر حياتي هناك، وكنتُ أنا وعائلتي على الدِّيانة النصرانية، وما زال كل من أمي وأبي وأهلي على هذا الدين، وكنا دائمًا ما نذهب إلى كنيسة قريبة منا تُسمى "كنيسة عيسى"، وهذه الفِرقة التي كنا ننتمي إليها تعتقد أن عيسى عليه السلام هو ابن الله - سبحانه وتعالى - وأنا منذ الصغر كنتُ لا أعتقد في هذا، وكان عندي اعتقاد في ربوبية الله - سبحانه وتعالى - منذ الصغر، ولكن كنتُ لا أستطيع أن أُظهِرَ هذا؛ لأن هذا هو الدين الذي ولدت فيه، وكنا نذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد، توفّي أبي وأنا صغير، وكان عمري وقتها 12 عامًا، وتأثَّرتُ كثيرًا بهذا طوال حياتي؛ لأني كنتُ لا أتصور أن أعيش بدون أبي، وعند البلوغ كنتُ أفكر في حياتي، ودخلت في أشياءَ مثل المخدِّرات والمُسكِرات، وكنتُ أفعل كل شيء غير مرغوب فيه، وكل شيء غير طيب، وعندما وصلت إلى العشرينيات، كنت أبحث كثيرًا جدًّا، وكنت في كلية أصحاب الموسيقا، وكنتُ أغنِّي في فرقة موسيقا، وكنا نذهب يوميًّا إلى المراقص، ولكن هناك شيء تغيَّر بعد ذلك؛ أنني أصبحت أغني بالموسيقا عن البحث عن الحقيقة!

الإسلام الأفضل:

لماذا اخترت الإسلام دون بقية الأديان السماوية دينًا لك؟

• قرأت كتب النصارى، وكتبَ التوراة المحرَّفة عند اليهود، وقرأت بعض كتب الهندوس والبوذية، ووجدت فوائد في هذا البحث، ولكن ما وجدت راحةً شخصيَّةً؛ لأن كل هذه الكتب مليئة بالشرك بالله، وأنا كنتُ دائمًا أعتقد أن الله - سبحانه وتعالى - واحد لا شريك له، وفي البوذية وجدت أن دينهم بلا تطبيق صحيح؛ فهم يذهبون إلى الجبال ويُفكِّرون، والنصارى يذهبون إلى الكنيسة يوم الأحد فقط، فمِن المُمكن للنصراني أن يذهب إلى المراقص يوم السبت، ثم يذهب إلى العبادة يوم الأحد، فأنا ما ظننتُ أن هذه الديانات صحيحة.

كلها تناقضات:

ما رؤيتك لهذه الأديان بعد أن قرأتَ فيها؟

• عند قراءة هذه الكتب وجدتُ تناقضات واختلافات كبيرة، فلم أطمئنَّ لها منذ البداية، فتوجهت بعد ذلك لقراءة سيرة "مالكوم إكس"، وهذا الرجل كانت حالته سيئة جدًّا عند البلوغ، فكان يقوم بكثير من الجرائم، وما ترك شيئًا محرمًا إلا فعله، ثم دخل السجن، فتغيَّرت حياته تمامًا، وعندما خرج من السجن كان على الاستقامة والصدق والأخلاق والأدب، فأنا استفدتُ مِن هذا الجانب كثيرًا، وكنت أريد أن أكون مثله؛ لأنه أيضًا من قومي، وكانت عنده محبة العدل ومحبة الإنسانية، فأنا وجدت في نفسي هذه المحبة، فلذا كنت أريد أن أكون مثله، وقصته حثَّتني على البحث عن الإسلام، ثم ذهبتُ إلى المكتبة واشتريت مصحفًا وقرأته، وقرأت التفسير، واستفدتُ كثيرًا منه، وكان أول شيء أعجَبَني فيه أنه بلا تعارض، وكان يُعجِبني فيه أيضًا أنني أستطيع أن أطبق كل شيء فيه، ليس فيه شيء مِن الخيال، أو روحانيًّا لدرجة عالية.

تأملات دائمة:

ما هي التأمُّلات التي أوصلتْك إلى النتيجة الصحيحة؛ وهي: اعتناق الإسلام؟

• حتى قبل الإسلام كنت أُحاول أنْ أصلِّي، وكنتُ أتوضَّأ، فكنا نعمَل في مكان مثل مستشفى لكبار السن، وفي هذا كنتُ أستفيد كثيرًا مِن قصص كبار السنِّ والمرضى في آخِرِ حياتهم، وكان هذا يَجعلني أفكِّر أكثر في الآخِرة، وأنه لا بدَّ أن يكون هناك شيء بعد هذه الحياة، في يوم من الأيام ذهبتُ أنا وأحد المرضى - وكان مسلمًا - إلى المسجد، وهذا كان وقت الصلاة، فتوضَّأنا وصلَّينا ثم بعد ذلك، أعلنتُ إسلامي في المسجد، والرجل أخبَرَني عن أشياء تتعلق بالشهادة، وكنتُ أقرُّ بالربوبية، وكنتُ أعرف حقيقة التوحيد.

الصلاة أولاً:

ما هو أول شيء تعلمته في الإسلام؟

• أول شيء تعلمته في الإسلام الصلاة الصحيحة، وعلمتُ أنَّ الصلاة شيء مهمٌّ، وأنها علاقة بين العبد وربه، فكنتُ أحافظ عليها دائمًا، وكانت هناك بعض الأشياء كنتُ أفعلها قبل الإسلام، وكان من الصعب عليَّ أن أتركها؛ مثل الموسيقا لأنني كنتُ أعمل فيها، وأيضًا العلاقة مع صديقاتي، كان شيء صعب جدًّا أن أتركه في بداية الإسلام، وكما أنَّ الإسلام نزل تدريجيًّا تركتُ المعاصي تدريجيًّا أيضًا، على الرغم من أنَّني لم أجد من يدرِّس لي الدين الصحيح، ولكن كنتُ أحافظ على الصلوات الخمس، وكانت الصلاة أكبر سببٍ لاستمراري على الإسلام وعلى تطبيق الإسلام، وكانت الصلاة تربطني بعلاقة قوية مع رب العالمين، ولأنَّ الصلاة شيء غريب في مُجتمعنا؛ كنتُ أشعر أنني أقوم بها خالصة لوجه الله - عز وجل - ليس رياءً أو سُمعة.

سعادة السجود:

ما هو شعورك وأنت ساجد لأول مرة؟

• شعرتُ بسعادة بالغة أثناء السجود في الصلوات؛ لأنني ما كنت أسجد من قبل، ولا أستطيع أن أعبِّر عن شعوري أثناء السجود، فكان هذا الشيء يجعل قلبي يخفق دائمًا، وكان السجود يُشعرني براحة نفسية وبدنية.

المسلمون الجدد:

ما هي علاقتك بأمثالك من المسلمين الجدد؟

• كان في مدينتي عدد ليس كبيرًا من المسلمين الجدد، وكانت هناك مُشكلة؛ هي أنني لا أجد فرصة كبيرة للتواصُل مع المسلمين الجدد، كما أن عددًا كبيرًا ممن دخلوا الإسلام ارتدُّوا مرة أخرى؛ بسبب عدم العلم، وعدم فهم الإسلام الصحيح، فأنا لم أكن أريد أن أكون مثلهم، وكانت مشكلتُنا - كمسلمين جدُد - أنني لم أجد من يعلمنا الإسلام الصحيح والأفعال الصحيحة، وكنا نكتفي بما نراه في التلفاز أو وسائل الإعلام.

ما هو شعورك عندما تشاهد عملاً فنيًّا يُسيء إلى الإسلام، وخاصة أنك فنان سابق؟

• كلما شاهدت عملاً فنيًّا - مثل الأفلام المسيئة إلى الإسلام - أو شيئًا مسيئًا للإسلام، في وسائل الإعلام، كنت أسأل نفسي: هل هذا الدين صحيح؟ وإن كان هذا الدين صحيح فلا بدَّ أن أطبقه بشكل صحيح، فكان هذا يجعلني أكثِّف البحث عن العلم، وذهبت إلى مدينة "نيوجيرسي"، وفي هذه المدينة كان هناك رجلُ دِينٍ مُتخرِّجٌ مِن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان هذا الرجل عنده شيء من العلم، فذهبتُ إلى هذا الرجل، وكنت قد تخرَّجت في الجامعة، وكانت لدي فرصة أن أدرس الماجستير، فخيَّرت نفسي بين الماجستير أو دراسة الدين الإسلامي.

الفرحة بالعرب:

هل سبق لك السفر إلى دول عربية؟

• نعم؛ سافرت إلى اليمن، وفرحت جدًّا عند وصولي إلى اليمن؛ لأنَّني كنتُ أسمع الأذان خمس مرات يوميًّا، وأنني أعيش في بلد مسلم، ووجدت بعض الإخوة يعرفون اللغة العربية والإنجليزية، فأخبروني عن شيخ في إحدى القرى، فذهبتُ إليه، وكان يؤثِّر فيَّ كثيرًا جدًّا لشدة حبه للإسلام، وحثِّه لي على أن أحبَّ الإسلام وأحب الله، وأحبَّ الرسول، وأحب العلم، وأحب المسلمين، ثم بعد ذلك سافرت إلى المملكة العربية السعودية، وكنتُ أَسكُن في حائل، وهناك وجدتُ أخلاق المسلمين العالية جدًّا، وكانوا يحترمونني ويدعونني إلى الطعام والخير، وكانوا داعمين لي في معرفة حقيقة الإسلام.

أمنية مستقبلية:

في النهاية: ما هي أمنيتُكَ المُستقبلية؟

• أمنيتي أن أصبح داعية إسلاميًّا بكل اللغات العالمية؛ حتى أسهم في الأخذ بيد الضالين إلى الله؛ ليَذوقوا طعم الإيمان الذي ذقته، وأدعو الله أن يحقّق أمنيتي، ويتقبل مني، ويجعلني في الصالحين.